إخواني وأخواتي الأعزاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما أفتح شُبّاك الحياة ... أرتدي رضوان ربي ,, ثم تدعوني الصلاة ... أتجه لأغسل وجهي
لا مياه ... يا الله هل أنا المسؤول عن قطع المياه ... ؟؟؟؟
أحبتي ...
كثيرا ما أشعر بالدهشة عندما أسمع قصة بدايتها طموح ونهايتها ضياع ... وكثيرا ما يقتل صمتي
ما أقرأ عن طفل يبحث في خٍمار الليل عن قطرة ماء .... أهو استثناء ؟؟؟

من أضاع كرامة امرأة جعل من جلبابها خصما ليديه ؟؟؟؟
من ساعد على تتويج الرأس الطموح بتاج من أعْظُم الفقراء والبائسين فأضاع أعمارهم تحت قارعة الطريق ..؟؟
من الذي جعل من البؤساء غطاءً يتستر به ليقبع مرتاحا في قصره الذهبي دون عناء ...؟؟
من حطّم القيد الذي ورثناه من ديننا الحنيف ليبعدنا عن وجه العُرْف وتبقى الأخلاق مستمرّة بالنزيف ..؟؟

من الذي ألبسنا قناعا ليستر به عورة خوفه ..؟؟
من الذي وضع نظارة على عينيه وادّعى ضعف النظر عندما شاهد لصا يسرق حُرمة وطنه ..؟؟

كثيرة هي الأسئلة تجول في خاطري ,, تطعنني بخرابيش الماء كل يوم ألف مرة ,,
تمزق السحر الباقي في نفسي من عبق الماضي ,, وتركب أحصنة العمر لجبال الخوف ..
أسئلة في ظاهرها صعب ,, ولكنها لا تحتاج سوى لمعةِ ذهن كي تصل للحل ببساطة ..

كليوبترا كشفت عن ساقيها الدافئتين لفارسها القيصر فهاج ذووها .. كسبت وده وظلت تحت حمايته
زمنا , من أعطاها الحق بذلك ...؟؟؟ وضمير الانسان العربي يحلق عبر قصيدتنا المألوفة يسأل عن
مفردة الجوع بقاموس الأنباء ...
كيف تضيع بلاد كاملة بتوقيع بسيط اسفل صفحه ... طبعه ظالم او عالم أجزاء ..؟؟

هذا المعتصم بالله جهّز جيشا كاملا لاستعادة كرامة امرأة صاحت من سجن الروم ( وامعتصماه )
وأعاد لها حقها الضائع ,, وتلذّذتْ بكرامتها .. متى نتلذذ نحن ..؟؟؟

في عصرنا الحاضر .. ضاعت الحقوق تحت مظلة الواقع الغامض ,, واندثرت تحت سندان الوقت ..
وعجز أصحابها عن المطالبة .. فتلذّذ الظالم بنعمة الهدوء ...

يا الله ....!!! نهاية تراجيدية على مسرح الدُّمى .. بطلها رجل مفعم بالجراح ,, وبطلتها امرأة
تاقت لأمجاد الماضي ,, فتحطّم عنفوانها تحت صهيل اليأس ..

مَن المتسبب الرئيس في كل هذه المعاناة .. مَن الذي سرق مني رغيف الخبز .. وأنا أحضنه بين
يديّ خوفا من نومي بدون عشاء ...
مَن الذي سرق مني الحجر الذي وَرِثْتُه من قبر جدّي كي أنام عليه ..؟؟؟

أتُراني أصبحت انهزاميا لهذه الدرجة أم أنه الواقع الذي نعيشُه ..؟؟

واقع سلب منا كل شيء ... تقدم عمراني ومدني ولباس متحضّر دون معنى .. لا روح فيه .. أجساد
تسكن حجارة مصيرها الزوال ...

فلننظر ماذا حلّ بأبهى عمارة في الأرض لم يخلق الله مثلها قط .. " ألم تر كيف فعل ربك بعاد , إرَم ذات العماد
التي لم يخلق مثلها في البلاد "....
لنجعل الله نصب أعيننا , فلا نظلم أنفُسنا ولا نظلم الآخرين .. يكفينا ما حلّ بنا من ظلم الواقع الذي نعيشه
هو الذي أودى بنا لضياع الحقوق ..

فهل توافقوني الرأي أحبتي ,, أم أنني تسرعت في القرار ... انتظر ردودكم بنظرة أحرار .. </